جوزف أبو فاضل: جلسة الحكومة يجب أن تسبق الحوار لتكريس الاتفاق السياسي

 

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال سليمان الذي لا يمثل شيئاً ولا يتعاطى في السياسة أتى إلى سدة الرئاسة وذهب وترك خلفه 3 وزراء وهو خلفهم، وبذات الوقت لا يستطيع لا أن يحلّ ولا أن يربط في البلد، فهو ليس لديه الوزن السياسي الكافي ليكون في اللعبة السياسية إلا من خلال هذا التعطيل الذي يسعى إليه.

 

وفي حديث إلى إذاعة "راديو فان" ضمن برنامج "كل يوم بيومه" أداره الإعلامية هلا حداد، رأى أبو فاضل أنّ الرئيس سليمان لم يحقق أي إنجاز في عهده، وهو لم يستطع أن يضبط الأمن في مختلف المناطق، وانتقد "التركة" التي خلفها وراءه، في إشارة إلى الوزراء المحسوبين عليه عبد المطلب حناوي وأليس شبطيني وسمير مقبل.

 

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ وزير الدفاع سمير مقبل هو في النهاية رجل أعمال، في حين أنّ وزير الدفاع يجب أن يكون عسكرياً، وسأل: "ما الذي نعرفه عن سمير مقبل سوى أنّه متموّل ويعمل لدى رؤساء الجمهوريات ويلتزم بالمشاريع؟"

 

ملكي أكثر من الملك

واستغرب أبو فاضل لماذا يكون وزير الدفاع ملكياً أكثر من الملك، في إشارة إلى تفرّد الأخير برفض مشروع الترقيات العسكرية، وأشار إلى أنّ العماد ميشال عون في المقابل يتعاطى بالسياسة، وهو يرفع سقف مطالبه ليصل إلى الذي يريده، وقال: "عندما لم يستطع عون الوصول بالعميد شامل روكز إلى قيادة الجيش، أصبح يطالب بالمجلس العسكري كسلة متكاملة"، وأضاف: "لا يمكننا القول أنّه يطلب الشيء ونقيضه، وعلينا أن ننتظر لنرى ماذا سيعطونه".

 

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الجيش اللبناني مهمته هي حماية الحدود، متسائلاً ما الذي يفعله في الساحات العامة، معتبراً أنّ ذلك يدلّ على وجود مشكلة في البلد، وبالتالي على تقصير قوى الأمن الداخلي، ملاحظاً أنّ الناس بدأت تسأل في المظاهرات الأخيرة أين هو الجيش وكأنّ هذه هي وظيفته، وذكّر بأنّ الجيش نزل في التظاهرة الأولى للتيار الوطني الحر واشتبك معهم، لافتاً إلى أنّه في تاريخ لبنان لم يهجم أحد على السراي الحكومي سوى تيار المستقبل.

 

التسوية ستترك ارتياحاً

ورداً على سؤال، رجّح أبو فاضل أن يسير الوزير بطرس حرب بالترقيات الأمنية إذا ما تمّ الاتفاق عليها، مستبعداً أن ينضمّ لوزراء الرئيس السابق ميشال سليمان والكتائب اللبنانية بمعارضتها، واعتبر أنّ هناك رمزية لحديث وزير الداخلية نهاد المشنوق من دار الفتوى بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان حول التعيينات ومطالبة تيار المستقبل بمدير عام لقوى الأمن الداخلي.

 

وتوقع أبو فاضل أن تصل تسوية الترقيات لخواتيمها السعيدة خلال أسبوع، مشيراً إلى أنّها ستسعى لإرضاء الجميع من خلال إعطاء كلّ فريق مطلب محدّد يطالب به، على غرار فتح مجلس النواب وتفعيل الحكومة والتوافق على آلية عملها من دون السماح لأيّ مكوّن بالتعطيل، وكذلك إحياء المؤسستين العسكريتين في البلد، وقال: "التسوية ستترك ارتياحاً أكثر ممّا نتصور على صعيد تفعيل الحكومة وفتح مجلس النواب".

 

العماد قهوجي يشكّل ضمانة

ورداً على سؤال عن سبب تضمّن التسوية تعيينات في قوى الأمن وترقيات لا تعيينات في الجيش، أشار إلى أنّ هذا ما استطاعوا أن يصلوا إليه، كما أنّ وزير الدفاع يرفض كسر توقيعه على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لمدّة عام، ولفت إلى أنّ قوى 14 آذار تعتبر كذلك الأمر أنّ وجود الأخير في سدّة قيادة الجيش يشكّل ضمانة لهم في وجه العماد عون، مع العلم أنّ الأخير إذا كان قد اختلف في الآونة الأخيرة مع قهوجي فهو على موضوع التمديد فقط، ولا يوجد مشكل شخصي بينهما.

 

وأكد أبو فاضل أنّ هناك تعيينات ستحصل في الجيش على صعيد المجلس العسكري، لكن الذين مُدّد لهم سيتمّ تثبيتهم، مشيراً إلى أنّ قائد الجيش هو الذي سيعيّن العميد روكز في منصبٍ معيّن في الجيش، وهو يرفض أن يشترط عليه أحد مسبقاً، وأشار إلى أنّ رئيس حزب الكتائب سامي الجميل زار قائد الجيش وبحث معه هذا الأمر.

 

لا لإسقاط الدولة

 

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك أزمة نفايات في البلد اليوم لأنّ الوزير وليد جنبلاط اختلف مع شركة سوكلين على الحصص، فأقفل مطمر الناعمة وتراكمت النفايات بالشكل الذي حصل، وذكّر بلقائه الرئيس سعد الحريري في باريس وعودته إلى لبنان من دون الاتفاق معه، ليعمد بعد أربعة أيام إلى إقفال مطمر الناعمة.

 

وإذ أكد أبو فاضل أنّ النفايات هي ثروة، أشار إلى أنّه مع مطالب الحراك المدني، لكنّه ليس مع إسقاط الدولة، وأشار إلى أنّه لن يسلّم ذقنه لا لأسعد ذبيان ولا لعماد بزي ولا لمروان معلوف ولا لأمثاله، وشدّد على أنّه مع الإصلاح ولكنّه لا يمكن أن يسير وراء هؤلاء، متسائلاً لماذا لا يقوم القضاء المختص باستدعاء أسعد ذبيان بعد الكلام المهين للمسيحيين الذي صدر عنه، وقال: "هذا القضاء لم يكن يوماً إلا قضاءً وقدراً". وأشار إلى أنّه لا يثق بالحراك الذي يسير على الريموت كونترول والواتساب.

 

جلسة للحكومة قبل الحوار

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أن طاولة الحوار الأسبوع المقبل يفترض أن تأتي بعد جلسة حكومية، مشيراً إلى أنّ هناك جلسات مكثفة للحوار، كما أنّ هناك جلسة للحوار أيضًا بين حزب الله وتيار المستقبل برعاية الرئيس نبيه بري، وعندما يكون بري موجوداً فهذا يعني أيضًا أنّ ملائكة النائب وليد جنبلاط ستكون حاضرة. 

 

وأشار أبو فاضل إلى أنّ جلسة الحكومة يجب أن تكرّس الاتفاق حول الترقيات الأمنية، وإلا فإنّ العماد ميشال عون لا يشارك في الحوار، ما يؤدي لتطييره، وشدّد على أنّ عون في هذه الحال لن يشارك في الحوار ولن يرسل أحداً بدلاً منه.

 

هولاند يبحث عن دور

ولفت أبو فاضل، من جهة ثانية، إلى أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يبحث عن دور في الشرق، وأشار إلى أنّه قد لا يزور لبنان باعتبار أنّ الأمور لم تنضج بعد في المنطقة، وشدّد على أنّ لبنان اليوم يدفع ثمن استقباله مليوني لاجئ سوري، موضحاً أنّ هؤلاء يغيّرون ديموغرافية لبنان، وقال: "أنا لا أريدهم، أنا أريدهم أن يرجعوا إلى بلادهم، وأنا عنصري وطائفي جداً بمحبة لبنان".

 

وحذر أبو فاضل من أنّ هؤلاء بيئة حاضنة لداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات، وأشار إلى أنّهم خرجوا من المخيمات وقتلوا وخطفوا العسكريين في عرسال وغير عرسال، ولفت إلى أنّ أعداداً كبيرة منهم يلقى القبض عليهم بشكل يومي من قبل الجيش اللبناني والأمن العام بتهم زعزعة الأمن والاستقرار، مشيداً بالدور الذي يلعبه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على هذا الصعيد.

 

حرب باردة حامية

وفي الموضوع الإقليمي، أشار أبو فاضل إلى أنّ الحرب الباردة فوق سوريا انعكست حامية جداً في الداخل السوري، لافتاً إلى أنّ الأميركيين والأوروبيين والأتراك هم الذين فتحوا أبواب سوريا أمام المتشدّدين من كلّ أنحاء العالم، مشدّداً على أنّ هؤلاء سيشهدون الآن قصفاً وعملية عسكرية كبيرة لم يروها من قبل بعد التدخل الروسي في سوريا، مؤكداً أنّ الروسي لا يلعب.

 

وتحدّث أبو فاضل عن قطبين رئيسيين في العالم هما أميركا من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية، وأكّد أنّ روسيا لن تترك هذه المنطقة لأحد، مشيراً إلى أنّ البحر الأبيض المتوسط هو بحر قريب جداً من روسيا، ولذلك فإنّ البواخر الصينية والروسية تتنقل من البحر المتوسط للبحر الأحمر لبحر الصين، ولفت إلى أنّ هذه المنطقة هي منطقة النفوذ الروسي الصيني، وشدّد على أنّ سوريا ستبقى سوريا في النهاية.