رأى النائب السابق اميل لحود أنّ التحالف الذي يضمّ سوريا والعراق وإيران وروسيا سيفرض أمراً واقعاً على التحالفات الشكليّة الأخرى التي لم تعطِ، عبر اعتمادها على الضربات الجويّة حصراً، أيّ مفعول على صعيد مكافحة الإرهاب، مشيراً الى أنّنا "تمنّينا لو أنّ لبنان كان جزءاً من هذا التحالف بدل اعتماد سياسة النأي بالنفس التي أثبتت التطوّرات عقمها".
وتوقّف لحود، في تصريحٍ له، عند التحوّل الواضح في المواقف الدوليّة من بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس الدولة السوريّة، مشيراً الى أنّ "من كان يردّد عبارة "الأيّام المعدودة" وبات يعبّر عن موافقته على بقاء الرئيس السوري، ليس هو من يقرّر مصير سوريا ووجه قيادتها بل الشعب السوري نفسه الذي قال كلمته منذ بداية الأزمة في بلده، خصوصاً أنّ وجهها الفعلي انكشف منذ الاشهر الأولى وبان بوضوح من يقف وراءها وما هي أهدافه وما سيكون أثرها على سوريا، شعباً ودولة".
وأضاف: "إنّ إرادة الشعوب لا تغلبها جيوشٌ وأموال ولا يقضي عليها إرهاب، مهما كانت وحشيّته، وكما سطّر أبطال المقاومة انتصارهم في حرب تموز 2006 في وجه العدو الإسرائيلي، كذلك حقّق الشعب السوري، ملتفّاً حول جيشه وقيادته، انتصاراً على أكبر تحالف دولي شنّ حرباً عليهم، شارك فيها الأقربون، من الدول العربيّة، والبعيدون، من الدول العظمى".
وأشار الى أنّ "التحالف الداعم لسوريا لعب دوراً فاعلاً في حمايتها، إلا أنّ الفضل الأكبر يعود الى ثلاثي الشعب والجيش والقيادة السوريّة الذي صمد وقاوم، وها هو يجني اليوم انتصاراً بات قريباً".
ولفت الى أنّ "بعض الدول التي شاركت في التآمر على سوريا، مباشرةً أو غير مباشرة، تدفع اليوم ثمن ما ارتكبته من خلال قضيّة اللاجئين الذين يتوافدون الى أراضيها ويشكّلون هاجساً كبيراً، خصوصاً أنّ هذه القضيّة لا تنحصر فقط بالشأن الإنساني بل تتعدّاه الى القلق من انتقال الإرهاب من سوريا الى هذه الدول، مذكّراً بأنّ حادثة "شارلي أيبدو" التي هزّت فرنسا والعالم ارتكبها شخصان فقط".
وقال لحود "إنّ لحظة الانتصار الإقليمي باتت قريبة، وما يحصل في الأمم المتحدة اليوم هو الاتفاق على إخراج يحفظ ماء وجه بعض الدول التي تآمرت على سوريا وخسرت المواجهة مع المحور الذي تنتمي إليه دمشق"، لافتاً الى أنّ "هذا الأمر ستكون له انعكاسات على مجمل الوضع الإقليمي، وخصوصاً على لبنان، حيث لعب بعض الفرقاء دوراً سلبيّاً في الأزمة السوريّة تعدّى إطلاق المواقف الى تأمين مختلف مستلزمات عمل الإرهابيّين، من نقل السلاح والمال وتأمين المسكن والطبابة، تنفيذاً لقرارات ملوكٍ وأمراء وسفراء، وقد نتج عن ذلك سفك دماء أبرياء بالإضافة الى الثمن الذي دفعه لبنان جرّاء ذلك".
وإذ توقّع لحود أن يسير هؤلاء، عاجلاً أم آجلاً، في ركب التغيير في المواقف تجاه سوريا، لفت الى أنّهم "لن ينجوا من المحاسبة التي بدأت على يد الشعب اللبناني نفسه الذي يفضح فسادهم وارتكاباتهم الماليّة، أما المحاسبة الفعليّة فستكون في الانتخابات النيابيّة التي سيقول فيها الشعب اللبناني كلمته، وقد نجوا منه مرّتين بفعل مسرحيّة التمديد، إلا أنّ الثالثة ستكون ثابتة".