أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون استطاع أن يجعل من "التيار الوطني الحر" أحد أكبر الأحزاب اللبنانية وهو حزب يسعى للتغيير والإصلاح، مشيراً إلى أنّ انتخاب الوزير جبران باسيل رئيساً لـ"التيار" بالتزكية جاء نتيجة انسحاب المرشح المنافس النائب آلان عون بموجب تسوية سياسية تمّ التوصّل إليها.
وفي حديث إلى تلفزيون "الجزيرة" ضمن برنامج "الواقع العربي" أداره الإعلامي جلال شهدا، في حلقةٍ ناقشت أبعاد وتداعيات انتخابات "التيار الوطني الحر"، أكد أبو فاضل أن اختياره تم وفق آلية قانونية وديمقراطية، مشيراً إلى أنّ رمزية المؤسس الزعيم ميشال عون لعبت دوراً أيضًا في المنحى الذي أخذته الأمور.
وقد جمعت الحلقة أبو فاضل مع القيادي السابق في التيار الوطني الحر أنطوان خوري حرب، حيث أكد أبو فاضل تقديره الكبير لحرب وتضحياته ونضالاته وشجاعته، إلا أنّه أعرب عن اعتقاده بأنّ المعارضة الإعلامية لا تفيد وكان يجب أن تكون هناك معارضة داخل الحزب.
أكبر الأحزاب المسيحية وأقواها
أبو فاضل أكد أنّ العماد ميشال عون استطاع أن يجعل من التيار الوطني الحر أكبر الأحزاب المسيحية وأقواها على الإطلاق، وأن يكون له دور مؤثر في الحياة اللبنانية الحالية، وهو يسعى دائمًا إلى التغيير والإصلاح، مستغرباً ادعاءات البعض بخلاف ذلك وتصويرهم وكأنّ خراب البلد جاء منه، فيما الحقيقة معكوسة تماماً فهو الذي يسعى إلى الإصلاح والتغيير، وهذا أمر معروف.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك آليات اعتُمِدت داخل التيار الوطني الحر، مشدّداً على أنّ الآلية التي جرى فيها انتخاب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل كرئيس للتيار الوطني الحر هي آلية قانونية وصحيحة مئة بالمئة وقد حصلت بإشراف وزارة الداخلية، لافتاً إلى أنّ المرشح الثاني الذي لم يُقبَل ترشيحه كانت أوراقه غير رسمية، في حين أنّ النائب آلان عون انسحب من السباق الانتخابي بموجب تسوية أبرمت داخل التيار الوطني الحر، وهذا أمر يحصل في كلّ الأحزاب.
عون ديغول لبنان
وأكد أبو فاضل أنّ العماد ميشال عون زعيم مسيحي ووطني لبناني وعربي مشهود له، وأشار إلى أنّ هذه الزعامة قد أثّرت على الانتخابات بطبيعة الحال وأوصلت الوزير جبران باسيل الذي يتمتّع بالكفاءة أيضًا، ولديه كلّ الإمكانيات.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الشعب الفرنسي هو أرقى شعوب العالم في الديمقراطي، والرئيس جاك شيراك عندما كان يرشح نفسه كان يفعل ذلك على أنّه تابع للحزب اليميني وأنّه يمثل الجنرال ديغول في قبره، وقال: "عون هو ديغول لبنان بالنسبة لشباب التيار الوطني الحر".
التيار لا يجب أن ينقسم
وأكد أبو فاضل أنّه يقدّر القيادي أنطوان الخوري حرب جداً ويقدّر شجاعته ونضاله، مشيراً إلى أنّه أحد مؤسسي التيار الوطني الحر، وهو قاتل الوصاية السورية وسُجِن وعُذّب وظلّ صامداً، ولفت إلى أنّ أمله به كبير جداً، وقال: "إذا كان العماد عون قد جنح لصالح صهره الوزير جبران باسيل، فإنّ الأستاذ طوني وكلّ اللبنانيين يعلمون أنّ العماد عون هو يسعى لأن يكون هناك انتخابات ديمقراطية، لكن في هذا الوضع بالذات، هناك خطر على التيار أن تحصل فيه انتخابات، إذ سيحصل عندها تناتش لدى قيادات التيار".
وأردف قائلاً: "في هذه الظروف مسيحياً ولبنانياً ووطنياً وعربياً، لا يجب أن ينقسم"، وتابع: "نحن بحاجة إلى العماد ميشال عون وبحاجة إلى الأستاذ طوني حرب وبحاجة إلى جبران باسيل وآلان عون، والتسوية بانسحاب الأخير رُكّبت في منزل النائب ابراهيم كنعان، وقد جاء الجميع في سيارة واحدة إلى منزل العماد عون وأبلغوه بالاتفاق الذي تمّ".
حزب يولد اليوم
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك شخصيتين واكبتا هذه الانتخابات أيضًا وهما نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية الوزير السابق نقولا صحناوي ونائب رئيس التيار الوطني للشؤون الإدارية الأستاذ رومل صابر، وقال: "هناك حزب يتألف اليوم ويولد اليوم بوجود المؤسس"، وأضاف: "أنا لست إلا صديق للتيار، وصديق مقرب جداً للعماد ميشال عون وللأستاذ طوني حرب ولكلّ هذه القيادات".
وقال أبو فاضل: "نحن نسعى لأن يكون لنا دور وموقف مسيحي، والعماد عون هو رمز كديغول في لبنان"، وأضاف: "جاك شيراك كان ينتخبه الناس لأنه كان يقول أنا ديغولي، وابن جورج بوش وصل إلى الرئاسة لأنّه ابن جورج بوش".
لماذا لم يترشحوا؟
ورداً على سؤال عن المسار الذي أخذته انتخابات التيار الوطني الحر ووصول الوزير جبران باسيل إلى رئاسته، قال أبو فاضل: "هذه إرادة الزعيم المؤسّس، وهذه رمزية العماد ميشال عون"، وسأل: "لماذا لم يترشح المعترضون ويستمرّوا في المعركة؟ وعلى من اتكلوا حتى تسير التسوية؟ ولماذا لم يترشحون ويخوضوا المعركة بوجه الوزير جبران باسيل؟"
وأشار إلى أنّهم هم أفسحوا في المجال أمام ذلك لأنّهم لا يريدون أن يزعجوا المؤسس والرمز العماد ميشال عون، وقال: "أنا أؤيد جداً أن يكون هناك معارضة، ولكن المعارضة الإعلامية لا تفيد، وإنما المعارضة تفيد داخل التيار، خصوصًا أنّ الأمور تصطلح عندما يكون هناك معارضة بنّاءة"، وأضاف: "دائماً هناك رمزية للمؤسس، والمؤسس لديه إلى حدّ ما مونة في هذه الأحزاب".
الآلية قانونية وسليمة
وإذ أكّد أبو فاضل أنّ الآلية التي جرت بها انتخابات التيار الوطني الحر كانت قانونية وجدية، مشيراً إلى أنّ المرشح الوزير جبران باسيل فاز، سأل: "لماذا لم يترشح القياديون الآخرون في وجه الوزير باسيل؟ وهل كانوا يخشون من شيء؟" وأردف: "انا لا أظنّ أنّ الذي لا يخاف من السوري ولا من غيره يمكن أن يخشى من أحد آخر".
وتحدّث أبو فاضل عن احترام لمكانة العماد عون ورمزيته، معرباً عن اعتقاده بأنّ هذا السبب الذي دفع معظم القياديين لعدم الترشح.
كيف يتحرّر الرئيس؟
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل وجود اختلاف واسع بين مسألة انتخابات التيار الوطني الحر ومطلب العماد ميشال عون انتخاب الرئيس من الشعب، مشيراً إلى أنّ ملف الانتخابات هو ملف حزبي داخلي، في حين أنّه عندما يُنتخَب رئيس الجمهورية من الشعب لا يمكن لأيّ دولة أن تشتري الشعب.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس يكون عندها حراً والشعب حرّ الضمير، وقال: "الشعب اللبناني هو واعٍ ويستطيع أن ينتخب، وهو ذكي وقدير، وكذلك شباب التيار الوطني الحر"، وأردف: "لا يمكن لأحد أن يشتري الشعب، لكن من الممكن شراء بعض النواب أو الضغط على بعض النواب أو على بعض رؤساء الكتل النيابية"، وخلص إلى أنّ انتخاب رئيس جمهورية من الشعب يحرّر رئيس الجمهورية ويحرّر الشعب.