العماد عون هو الزعيم المسيحي الأكبر.. جوزيف أبو فاضل: دم شهداء الجيش برقبة "المستقبل"

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ ما يقوم به "التيار الوطني الحر" هو ردة فعل على فعل، مشيراً إلى أنّ وزير الدفاع سمير مقبل قام بالتمديد للقادة الأمنيين بعكس ما وعد به رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، معتبراً أنّ الموضوع هو ببساطة تحجيم العماد عون.

 

وفي حديث إلى تلفزيون "المنار" ضمن برنامج "مع الحدث" أداره الإعلامي علي قصير، استهجن أبو فاضل كيف أنّ تيار المستقبل بات يدافع عن الجيش ويصوّر عون وكأنّه يهدّد قائد الجيش، في حين أنّ شهداء الجيش والدولة الذين سقطوا في طرابلس والضنية والمنية وعكار وعرسال وبيروت كلّهم دمهم في رقبة تيار المستقبل والحريرية السياسية، مشدداً على أنّ هؤلاء هم الذين هدّدوا قائد الجيش وأهانوه.

 

وفيما أكّد أبو فاضل أنّ خيارات العماد عون السياسية ممتازة، ناشده الاتفاق مع الرئيس نبيه بري باعتبار ذلك مفتاح الحلّ، ورأى أنّ ما يقوم به حزب الله واللواء عباس ابراهيم مع الرئيس بري هو أمر جيد جداً بالنسبة لعون، وهذا أمر سيأتي بثماره قريباً في البلد، كما حيّا المقاومة على تضحياتها، مشيراً إلى أنّها سوف تحصد ثمار ما زرعته قريباً جداً.

 

من جهة ثانية، أشار أبو فاضل إلى أنّ هناك حركة اليوم في المنطقة سينتج عنها حديث عن مفاوضات، ورجّح أن يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة إلى السعودية قريباً، وتحديداً في أواخر أيلول، وأكد أنّ هناك لقاءات تحصل بين السعوديين والسوريين برعاية روسية، أشار إلى أنّ اللواء علي المملوك ربما يكون قد سبق وأن التقى السعودي في موسكو مع شخص آخر، وشدّد غلى أنّ الاتفاق النووي سيغيّر وجه المنطقة.

 

أبو فاضل رأى أنّ خطوة التيار الوطني الحر هي ردّة فعل على فعل، مشيراً إلى أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لن يقدم على أيّ خطوة إلا في إطار ما يراه مناسباً، خصوصًا أنّه يطالب بسيادة القانون والدستور وكلّ ما يطلبه رجال الدولة، مشدّداً على أنّ ما حصل كان مخططاً له.

 

واعتبر أبو فاضل أنّ وزير الدفاع سمير مقبل قام بالتمديد للقادة الأمنيين وتحديداً قائد الجيش العماد جان قهوجي والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان بعكس ما وعد به العماد عون، وبعكس المبادرة التي كان قد طرحها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. 

 

ولفت أبو فاضل إلى أنّ عون يعتبر أنّ حقوق المسيحيين باتت متآكلة، وهو على حقّ في ذلك، فالمسيحي لا يمكنه أن يشارك في تعيين رئيس الأركان في الجيش أو المدير العام لقوى الأمن، وقلل من شأن مواقف الأفرقاء المسيحيين الآخرين على هذا الصعيد ومنهم الرئيس أمين الجميل، الذي قال أنه يتواجد دائماً في الاتجاه المعاكس للعماد عون، مشيرًا إلى أنّ عهد الرئيس الجميل كان من أسوأ العهود مثله مثل الرئيس السابق ميشال سليمان، وبالتالي فهو لم ينجح.

 

ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ العماد عون هو الزعيم المسيحي الأكبر، لافتاً إلى أنّ رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية يطالب كذلك الأمر بحقوق المسيحيين، كما أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يطلق مواقف مناهضة لعون الآن، مؤكداً أنّ أحداً لا يمكن تخطي عون في ما يطالب به.

 

وإذ أكد أبو فاضل تقديره واحترامه الكامل لقائد الجيش العماد جان قهوجي، اعتبر أنّه كان من الطبيعي أن ينتفض العماد عون لكرامته، موضحاً أنّ هناك من طعنه بالخلف، مشيراً إلى أنّ من طعنه ليس قهوجي ولا حتى وزير الدفاع سمير مقبل، الذي قال أنّ دوره محصورٌ بالتوقيع وتنفيذ الإملاءات، وهو بالنتيجة رجل أعمال وتاجر ومقاول.

 

ورأى أبو فاضل أنّ الموضوع هو ببساطة تحجيم العماد عون عبر بقاء العماد قهوجي في سدة قيادة الجيش لأنّهم يعتبرون أنّ العماد قهوجي يزعج عون في مكانٍ ما، واستهجن أبو فاضل كيف أنّ تيار المستقبل بات يدافع عن الجيش ويصوّر عون وكأنّه يهدّد قائد الجيش، في حين أنّ شهداء الجيش والدولة الذين سقطوا في طرابلس والضنية والمنية وعكار وعرسال وبيروت كلّهم دمهم في رقبة تيار المستقبل والحريرية السياسية، مشدداً على أنّ هؤلاء هم الذين هدّدوا قائد الجيش وأهانوه.

 

واعتبر أبو فاضل أنّ الصورة التي تمّ تسريبها والتي جمعت الرئيس ميشال سليمان ووزراءه ووزراء تيار المستقبل وقائد الجيش العماد ميشال سليمان غير مستحبّة، مشيراً إلى أنّه ضدّ مشاركة العماد قهوجي في هكذا مناسبة، سواء كانت قديمة أو جديدة، لافتاً إلى أنّه لو كان بدل العماد قهوجي لكان اعتذر عن ذلك، وقال: "أنا أحترم العماد قهوجي وأقدّره ولا أستطيع أن أعطيه دروساً، ولكنني لو كنتُ مكانه لاعتذرت".

وشدّد أبو فاضل على أنّ العماد عون حريص على الجيش وقائده أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وحيّا من جهةٍ ثانية مجموعة "طلعت ريحتكم" التي تنتفض على خلفية أزمة النفايات، معرباً عن اعتقاده أنّ هؤلاء الشباب يقولون "طلعت ريحتكم" لرموز الحريرية السياسية في المقام الأول، ورفض أن يُقال أنّ ما قاله العماد بالأمس هو ما يهدّد الاستقرار.

 

وفي سياقٍ آخر، طالب أبو فاضل بتحرّك النيابات العامة التمييزية والمالية والعسكرية بعد حديث صاحب شركة الجنوب للإعمار رياض الأسعد الأخير، مشيراً إلى أنّ ما أدلى به الأسعد حول خطورة هدر المال العام وخطورة دخول المافيات المتواجدة في النظام اللبناني والمتاصلة فيه يستوجب تحرك النيابة العامة التمييزية والنيابة العامة المالية والنيابة العامة العسكرية فوراً.

 

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ تيار المستقبل يسعى لإحراق ورقة العماد عون وهو يعمل على تحجيمه ولا يوافق على أيّ شيء يريده عون، ونبّه إلى أنّه إذا لم يتفق العماد عون والرئيس نبيه بري سنقدم على مشاكل أخرى، معتبراً أنّ الاتفاق بين عون وبري مطلوب، مشدّداً على أنّ الحلّ يبدأ بفتح المجلس النيابي ليمارس دوره بالتشريع وليس فقط بتشريع الضرورة.

 

من جهة ثانية، اعتبر أبو فاضل أنّ العماد ميشال عون معه حق بدقّ النفير، وأشار إلى أنّ اللواء عباس ابراهيم لديه باع طويل وصداقات مع الجميع، ولفت إلى أنّ هناك مجموعة تتفاهم ويمكنها الوصول بالبلد إلى مكان ما، ولكنه نبّه إلى أنّه إذا كان هناك قرار من الخارج بكسر العماد عون وتصويره وكأنه يفتعل المشاكل ولا يجوز ترشيحه للرئاسة، عندها قد لا تنجح هذه المبادرات.

 

وشدّد أبو فاضل على أنّ العماد عون هو رجل دولة بامتياز رغم كلّ هذه المحاولات وخياراته السياسية ممتازة، رافضاً ما يقوله البعض عن أنه يدفع ثمن خياراته السياسية، لافتاً إلى أنّ البعض لا يفهم أن إيران وروسيا أنزلتا السعودية عن الشجرة في اليمن، متحدّثاً عن تسوية بدأت ترجمتها في اليمن.

 

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ ما قدمته المقاومة في لبنان وسوريا كثير ولم يبق لها إلا القليل وما زرعته سوف تحصده قريباً انتصارات، متسائلاً ما هو المشروع العربي في المقابل وما الذي قدّمه العرب لفلسطين مثلاً، خصوصًا أنّ الربيع الفلسطيني قديم.

 

واستهجن أبو فاضل مقولة أنّ إيران هي علّة كلّ المشاكل في العالم العربي، مشدّداً على أنّ إيران أكاديمية ومدرسة في التفاوض، ولفت إلى أنّ إيران تتحكّم بالمنطقة وهي ليست عربية، ملاحظاً مفارقة أنّ دعم إيران للمقاومة الفلسطينية ونفوذها في غزة يفوق بأضعاف تواجد العرب وفي مقدّمهم السعودية على سبيل المثال.

وفي سياقٍ آخر، اعتبر أبو فاضل أنه بعدما فُضِحت قضية النفايات وتبيّن الخلاف داخل البيت الواحد، في إشارة إلى تيار المستقبل والحريرية السياسية، بات هناك خلاف بين هؤلاء والمجتمع المدني، لافتاً إلى أنّ الحريرية السياسية امتهنت شراء الإعلاميين لتبييض صورة ميسرة سكر وسواه من المسؤولين عن ملف النفايات، داعياً هؤلاء لتحمّل مسؤولياتهم على هذا الصعيد.

 

ورأى أبو فاضل أنّ بعض المنتمين للحريرية السياسية هم من سرقوا الرئيس رفيق الحريري بعد مماته ولم يحافظوا على المؤسسات التي بناها وأسّسها، ومن بينها مؤسسة سوكلين، ودعا وزير الإعلام النقيب الصديق رمزي جريج للالتفات لهذا الموضوع، خصوصًا أنّ الإعلام بات يباع ويشترى، لدرجة أنّ من يدفع يُعطى الهواء عبر بعض المحطات للترويج لنفسه.

 

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ هناك خلافاً بين العماد ميشال عون والعماد جان قهوجي، معتبراً أنّ عون قال ما قاله بعد التجربة السابقة عندما نزل التيار الوطني الحر إلى الشارع فضُرِب من قبل الجيش، إلا أنّه لفت إلى أنّه عندما يكون عون وقهوجي، لا يكون هناك دور لأحدٍ آخر، رافضاً تشبيه خطاب عون بخطابات نواب كتلة المستقبل الذين هاجموا الجيش وخوّنوه في وقتٍ سابق.

 

واعتبر أبو فاضل أنّ ما قام به الوزير سجعان قزي في وزارة العمل هو سليم وليس تكريساً للفساد كما ذهب البعض إلى القول، مشدّداً على أنّ السمسرات قائمة بشكلٍ كبير وواسع في وزارة العمل، معتبراً أنّه وضع حداً لذلك بشكلٍ أو بآخر.

 

وفيما حذر أبو فاضل من أنّ البلاد ذاهبة نحو الهاوية إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه اليوم، اعتبر أنّ هناك استسهالاً لكسر العماد ميشال عون دون غيره من الأفرقاء السياسيين، وشدّد على أنّ العميد شامل روكز لن يقبل استدعاءه أو تأجيل تسريحه بشكلٍ شخصي، وهو أبلغ المعنيين بذلك، وهو يقبل فقط بتمديد لجميع الضباط مثلاً، بمعنى أن لا يكون الأمر محصوراً بشخصه دون غيره.

 

واستغرب أبو فاضل ما يُقال عن عقبات تحول دون رفع سن تقاعد الضباط برتبة عميد من المؤسسة العسكرية على اعتبار أنّ ذلك يؤدي لخلل في هيلكية المؤسسة، معتبراً أنّ لا مشكلة في تأجيل التسريح لثلاث سنوات على سبيل المثال، بمعنى أنّ العسكري بدل أن يتقاعد في عمر الخامسة والخمسين يمكنه أن يتقاعد في الثامنة والخميس، من دون أن يترك ذلك أيّ تداعيات.

 

وأعلن أبو فاضل أنّ إيران سوف تستمع لحزب الله في لبنان عندما يأتي الوقت، داعياً لترقب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لبنان وما سيدلي به من تصريحات خلالها، معرباً عن اعتقاده بأنّه سيلتقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على هامش هذه الزيارة، معتبراً أنّ كلا الرجلين سيبلغان بعضها شيئاً ما.

 

وأكد أبو فاضل أنّ حزب الله يقاتل في سوريا وفي غير سوريا، وهو عندما يسقط له شهيد يزفّه أمام العلن، ويدفنه في وضح النهار وليس في السرّ كما يحاول البعض أن يزعم ويوحي، وأيّد كلام العماد ميشال عون وإشادته بتضحيات الحزب، معتبراً أن موقفه مشترك بين جميع الأفرقاء المسيحيين بمن فيهم الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع، وإن لم يفصحا عن ذلك في العلن.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ العماد عون اليوم عندما يستجمع قواه، سيستطيع أن يفاوض الجميع ويضع أوراقه على الطاولة عند بدء عملية المفاوضات، وناشده أن يتفق مع الرئيس نبيه بري، واعتبر أنّ ما يقوم به حزب الله واللواء عباس ابراهيم مع الرئيس بري هو أمر جيد جداً بالنسبة لعون، وهذا أمر سيأتي بثماره قريباً في البلد. 

 

وأشار أبو فاضل إلى أنّ هناك حركة اليوم في المنطقة سينتج عنها حديث عن مفاوضات، ورجّح أن يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة إلى السعودية قريباً، وتحديداً في أواخر أيلول، وعندها يبدأ الحديث في المنقطة، ولفت إلى أنّ السعودي يريد أوراقاً بين يديه. 

 

وأوضح أبو فاضل أنّ العماد عون يلاحظ أنّ هناك تقارباً، وهو انطلاقاً من ذلك يحرّك شارعه لا أكثر ولا أقلّ ليلاقي الاتفاق السني الشيعي بوضع مسيحي، ولفت إلى أنّ الرئيس نبيه بري قال مؤخراً أنّ اللبننة انتهت وأنّ الحلّ أصبح خارجياً، وهو على حقّ بذلك، ملاحظاً مثلاً أنّ روسيا بات لها وجود قوي في المنطقة.

 

وفي موضوعٍ آخر، جدّد أبو فاضل القول أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد منطقة عازلة في الشمال السوري برعاية أميركية، لافتاً في هذا السياق إلى ما قاله الرئيس السوري بعضمة لسانه حين قال أنّ هناك مناطق ننسحب منها لنحمي أخرى، وشدّد على أنّ الجيش السوري القوى البطل قام بما لا يستطيع أن يقوم به أحد بصموده منذ أكثر من أربع سنوات على بدء الأزمة السورية.

 

ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك لقاءات تحصل بين السعوديين والسوريين برعاية روسية، أشار إلى أنّ اللواء علي المملوك ربما يكون قد سبق وأن التقى السعودي في موسكو مع شخص آخر، وشدّد غلى أنّ الاتفاق النووي سيغيّر وجه المنطقة، وتحدّث عن استدارة خليجية باتت واضحة للعيان.

 

وحيّا أبو فاضل المقاومة وشهداءها في ذكرى انتصارها في حرب تموز 2006، مشيراً إلى أنّ هذه المقاومة رفعت رأس لبنان واللبنانيين، داعياً لترقب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة في ذكرى الانتصار في وادي الحجير، معتبراً أنّ لها رمزية وستكون كلمة مهمّة. وقال: "أنا أبارك وأهنئ من كلّ قلبي حزب الله والمقاومة وأتقدّم من أهالي الشهداء بكلّ التبريكات والعزاء في الوقت نفسه ونشدّ يدنا على يدهم ونحن بتصرفهم".

 

وأشار إلى أنّ الوقوف إلى جانب المقاومة واجبٌ على جميع اللبنانيين ولا سيما المسيحيين، لأنه لولا المقاومة ولولا تضحياتها، لحلّ بالمسيحيين ما حلّ بالمسيحيين في معلولا وفي مهين وحمص وأم الزنار وفي الحسكة وغيرها من المناطق، وقال أنّ المسيحيين في سوريا وفلسطين والأردن والعراق وكلّ المنطقة اتكلوا على المسيحيين في لبنان الذين خذلوهم للأسف.